مع اقتراب العيد، تتجه الأنظار إلى التجمعات العائلية والمأكولات التقليدية التي تحمل معها الكثير من الذكريات والنكهات المميزة. لكن في الوقت نفسه، قد يكون هذا الموسم تحديًا لمن يرغبون في الحفاظ على وزنهم دون الشعور بالحرمان. الخبر الجيد أن الاستمتاع بالعيد لا يعني التخلي عن أهدافك الصحية، بل يمكن تحقيق التوازن من خلال بعض العادات الذكية التي تجعلك تستمتع بالمناسبة دون الشعور بالندم لاحقًا.
أحد أهم الخطوات التي تساعدك في الحفاظ على توازنك خلال العيد هو تحديد نيتك مسبقًا. فبدلًا من الدخول إلى العيد بعقلية الحرمان أو الإفراط، اسأل نفسك: كيف أريد أن أشعر بعد انتهاء العيد؟ هل أريد أن أبدأ الأيام التالية بطاقة إيجابية أم الشعور بالثقل والانزعاج؟ تحديد الهدف بوضوح يساعدك على اتخاذ قرارات أكثر وعيًا أثناء تناول الطعام.
من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الكثيرون هو الامتناع عن الأكل قبل الولائم الكبيرة ظنًا أن ذلك سيجعلهم يأكلون أقل، لكن العكس هو الصحيح. الحرمان الطويل يزيد من احتمالية تناول كميات كبيرة دون وعي. من الأفضل تناول وجبة خفيفة تحتوي على البروتين والألياف قبل التجمعات، مما يساعد في التحكم بالشهية وتجنب الأكل العشوائي.
الاختيار الذكي لما تستمتع به هو مفتاح الحفاظ على التوازن. ليس كل الأطعمة تستحق تناولها لمجرد توفرها، بل ركّز على الأطباق التي تحبها حقًا. بدلًا من تذوق كل شيء على السفرة، اختر الأطعمة التي تستمتع بها بصدق وتناولها ببطء، مما يمنحك شعورًا بالرضا دون الحاجة للإفراط.
للاستمتاع دون الشعور بالندم لاحقًا، ابدأ وجباتك بشرب كوب من الماء وتناول الخضروات أو السلطة قبل الأطباق الدسمة. هذه العادة تساعد في تقليل الجوع وتجعلك أكثر وعيًا أثناء تناول الوجبة الرئيسية.
ركّز على تناول البروتين والخضروات أولًا، حيث تمنحك إحساسًا بالشبع وتقلل من الرغبة في تناول كميات كبيرة من الأطعمة الأخرى. البروتين، مثل اللحوم المشوية أو الدجاج أو الأسماك، يساعد في الحفاظ على استقرار مستويات السكر في الدم، مما يمنع نوبات الجوع المفاجئة.
تناول الطعام ببطء هو إحدى الطرق الفعالة للتحكم في الكمية التي تتناولها. عندما تمضغ الطعام ببطء وتستمتع بكل لقمة، تعطي جسمك فرصة لإرسال إشارات الشبع في الوقت المناسب، مما يقلل من احتمالية الإفراط في الأكل.
الحركة خلال أيام العيد تلعب دورًا كبيرًا في الحفاظ على النشاط وتوازن السعرات الحرارية. المشي بعد الوجبات، اللعب مع الأطفال، أو المشاركة في أنشطة خفيفة يمكن أن تساعد في تحسين عملية الهضم ومنع الشعور بالخمول بعد تناول الطعام.
أما فيما يتعلق بالحلويات، فلا داعي للحرمان التام، ولكن احرص على اختيار النوع الذي تحبه فعلًا بدلًا من تناول كل ما هو متاح. تذوق قطعة صغيرة واستمتع بها دون الشعور بالذنب، فالمتعة الحقيقية تأتي من جودة ما تأكل وليس من الكمية.
حتى لو تناولت كميات أكبر من المعتاد خلال العيد، لا داعي للشعور بالذنب أو محاولة تعويض ذلك بحمية قاسية. العودة إلى نظامك الغذائي المتوازن تدريجيًا هو الحل الأمثل.
شرب كميات كافية من الماء يساعد في التخلص من الانتفاخ وتقليل احتباس السوائل الناتج عن تناول الأطعمة المالحة أو الدسمة. كما أن التركيز على تناول الأطعمة الغنية بالبروتين والألياف والخضروات يعيد لجسمك التوازن والطاقة.
الأهم من ذلك، تذكر أن العيد هو مناسبة للاستمتاع وليس اختبارًا لمدى قوة إرادتك. الهدف ليس الحرمان أو القلق من الميزان، بل إيجاد طريقة للعيش بأسلوب صحي ومستدام دون الشعور بالتقييد. الاستمتاع باللحظات العائلية وتقدير التجربة بأكملها هو ما يجعل العيد مميزًا حقًا.
سجل في برنامج كيلو لتحصل على خطة شخصية تساعدك على خسارة الوزن والحفاظ على نمط حياة صحي ومتوازن دون تعقيد.نحن هنا لدعم رحلتك.
بقلم: د. داليا عبد الفتاح
داليا عبد الفتاح هي المديرة التنفيذية للعمليات في كيلو ومتخصصة في الرعاية الصحية، تتمتع بخبرة 20 عامًا في القطاع الصحي والإرشاد والبحث العلمي. وهي حاليًا في مرحلة الدكتوراه، حيث تركز على دراسة المخاطر الصحية وتحسين السياسات.
بخبرة واسعة في علم السلوك، إدارة الوزن، والتوجيه الصحي، تتخصص داليا في تحويل الأبحاث العلمية إلى استراتيجيات عملية قائمة على الأدلة. يتمحور عملها حول تمكين الأفراد من استعادة السيطرة على صحتهم، من خلال الجمع بين أحدث الأبحاث والتطبيقات الواقعية لخلق تغيير مستدام.
متخصصة في الرعاية الصحية والسلوك الصحي، تتمتع بخبرة تفوق 20 عامًا في الإرشاد، البحث، وإدارة الوزن. تركز داليا في عملها الأكاديمي والميداني على تحويل الأبحاث العلمية إلى حلول واقعية تساعد الأفراد على تحسين صحتهم وتحقيق نتائج مستدامة.
