كشفت دراسة جديدة نُشرت في 2025 أن الأشخاص الذين يشربون القهوة في الصباح قد يكون لديهم خطر أقل للوفاة – خاصة من أمراض القلب – مقارنةً بمن يشربون القهوة طوال اليوم أو لا يشربونها إطلاقًا. وتشير النتائج إلى أن التأثير الصحي لا يتعلق فقط بكمية القهوة، بل أيضًا بتوقيت تناولها.
القهوة وتوقيتها... هل هو سرّ الصحة الجيدة؟
رغم أن الدراسات السابقة أظهرت أن شرب القهوة باعتدال يرتبط بفوائد صحية عديدة – مثل تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والوفاة – إلا أن النتائج كانت متفاوتة، خصوصًا عند استهلاك كميات كبيرة من القهوة. واشتبه الباحثون في أن الاختلاف في توقيت شرب القهوة قد يفسر بعض هذا التباين.
قال الدكتور لو تشي، رئيس قسم علم الأوبئة في جامعة تولين:
"شرب القهوة قد يؤثر على السلوكيات المرتبطة بإيقاع الساعة البيولوجية، مثل النوم، وعلى الهرمونات مثل الميلاتونين والكورتيزول، وهي عوامل مرتبطة مباشرة بالصحة."
اعتمدت الدراسة على بيانات من المسح الوطني لفحص الصحة والتغذية في الولايات المتحدة، والذي يشمل عشرات الآلاف من الأشخاص بين عامي 1999 و2018. طُلب من المشاركين تسجيل كل ما تناولوه خلال 24 ساعة، بما في ذلك توقيت شرب القهوة.
وباستخدام تحليل "تجمّع الأنماط" (cluster analysis)، تم تحديد ثلاث مجموعات واضحة:
ولتعزيز موثوقية النتائج، قام الباحثون بتحليل دراسات إضافية على أكثر من 1400 مختص صحي، قاموا بتسجيل عاداتهم الغذائية بدقة على مدى سبعة أيام. وأظهرت هذه الدراسات نفس الاتجاهات.
تم تتبع المشاركين على مدار نحو عقد من الزمان، وخلال تلك الفترة توفي أكثر من 4200 شخص، منهم حوالي 1270 بسبب أمراض القلب، و930 بسبب السرطان.
بعد أخذ عوامل مثل العمر، العِرق، التدخين، جودة النظام الغذائي، النشاط البدني، وعادات النوم بعين الاعتبار، وجدت الدراسة أن:
في المقابل، الأشخاص الذين يستهلكون القهوة على مدار اليوم لم يسجّلوا انخفاضًا يُعتد به إحصائيًا في خطر الوفاة.
فائدة شرب كميات أكبر من القهوة ظهرت فقط لدى من يشربونها صباحًا. أما الذين يوزعون استهلاكهم على اليوم كله، فلم يكن هناك ارتباط واضح بين الكمية وخطر الوفاة.
حتى بعد احتساب عوامل مثل قلة النوم أو شرب مشروبات أخرى تحتوي على كافيين مثل الشاي أو الصودا، ظل التوقيت عاملاً مهمًا.
السبب الأول المحتمل: دورة النوم والاستيقاظ الطبيعية (الساعة البيولوجية).
شرب القهوة في المساء قد يعطّل إنتاج الميلاتونين، مما يؤثر على جودة النوم ووظائف الجسم الليلية.
السبب الثاني: التهاب الجسم.
القهوة تحتوي على مركبات تقلّل من الالتهاب. وبما أن بعض المؤشرات الالتهابية تبلغ ذروتها في الصباح، فإن شرب القهوة في هذا التوقيت قد يكون أكثر فعالية في الحد من الالتهاب.
رغم النتائج القوية، أشار الباحثون إلى أن الدراسة رصدية، أي أنها لا تثبت العلاقة السببية، بل تُظهر ارتباطًا. كما أن الاعتماد على البيانات التي تم الإبلاغ عنها ذاتيًا قد يؤدي إلى بعض الأخطاء.
مع ذلك، تفتح الدراسة بابًا جديدًا للبحث في تأثير توقيت الأطعمة والمشروبات على الصحة. وقد يتناول البحث المستقبلي تأثير توقيت شرب القهوة لدى العاملين بنظام المناوبات أو الأشخاص ذوي الاختلافات الجينية في استقلاب الكافيين.
يأمل الباحثون في اختبار هذا التأثير لاحقًا عبر تجارب سريرية.
إذا كنت تشرب القهوة… اشربها في أول ساعات اليوم.
ليس فقط لمزاجك، بل لقلبك، مناعتك، وربما حتى… لعُمرك!
ولأن كيلُو يهتم بتفاصيلك الصغيرة التي تصنع الفرق، سنساعدك على:
انضم إلى كيلُو اليوم وابدأ صباحك بطريقة تعزّز حرقك… وتطوّل عمرك.
هذا المقال لأغراض المعلومات فقط، سواء تضمن نصائح من مختصين طبيين أم لا. لا يُعد بديلاً عن الاستشارة الطبية أو التشخيص أو العلاج، ولا ينبغي الاعتماد عليه لاتخاذ قرارات صحية دون الرجوع إلى مختص.
متخصصة في الرعاية الصحية والسلوك الصحي، تتمتع بخبرة تفوق 20 عامًا في الإرشاد، البحث، وإدارة الوزن. تركز داليا في عملها الأكاديمي والميداني على تحويل الأبحاث العلمية إلى حلول واقعية تساعد الأفراد على تحسين صحتهم وتحقيق نتائج مستدامة.