هل تحاولين تعليم أطفالك العادات الصحية، لكن تخافين من أن يتحول ذلك إلى ضغط أو شعور بالذنب؟
أحيانًا، النوايا الطيبة مثل "لا تأكل هذا" أو "أنت أكلت كثير" قد تزرع بذور التوتر مع الطعام والجسم — دون أن ننتبه.
الحقيقة؟ بناء علاقة إيجابية مع الطعام يبدأ من الجو النفسي، وليس من عدد السعرات.
في هذا المقال، سنكشف كيف يمكن للتوجيه الإيجابي أن يزرع عادات صحية تدوم، بدون نقد، بدون خوف… وبدون حمية.
الوقاية من السمنة لدى الأطفال لا تعني التركيز على الوزن أو الطعام بطريقة صارمة، بل تتطلب خلق بيئة داعمة تعزز العادات الصحية دون أن يشعر الطفل بالخجل أو الضغط. الكثير من الأساليب التقليدية التي تهدف إلى منع السمنة، مثل التعليقات المتكررة عن الوزن أو فرض قيود صارمة على الأكل، قد تؤدي إلى نتائج عكسية مثل اضطرابات الأكل أو الشعور بعدم الرضا عن الجسم. من المهم أن يكون النهج المتبع في تعزيز الصحة عند الأطفال متوازناً، خالياً من النقد، ويركز على العادات الصحية طويلة الأمد بدلاً من الأرقام على الميزان.
الطريقة التي يتم بها الحديث عن الطعام والوزن أمام الأطفال تؤثر بشكل كبير على علاقتهم المستقبلية مع الأكل. عند فرض قيود صارمة على الطعام أو تكرار التعليقات حول الوزن، قد يشعر الطفل بالخجل أو الذنب عند تناول الطعام، مما قد يؤدي إلى سلوكيات غير صحية مثل:
الهدف ليس مراقبة الطعام أو وضع قواعد صارمة، بل تعليم الأطفال كيفية الاستماع إلى أجسادهم وتلبية احتياجاتهم الغذائية بطريقة متوازنة دون خوف أو قيود غير ضرورية.
الطفل يتعلم الكثير من والديه ليس فقط من خلال الكلمات، ولكن من خلال السلوكيات أيضًا. عندما تسأل الأم نفسها باستمرار: "هل أبدو سمينة؟" أو تعبر عن عدم رضاها عن جسدها، فإن الأطفال يتبنون هذه الأفكار حتى لو لم يتم توجيه الكلام إليهم مباشرةً.
إذا كانت الأم تتبع حمية غذائية صارمة أو تعبر عن الشعور بالذنب بعد تناول الطعام، فقد يؤدي ذلك إلى:
بدلاً من الحديث عن الوزن، يمكن التركيز على ما يمكن للجسم فعله، مثل "أنا أتناول هذا الطعام لأنني أريد أن أكون قوية وأشعر بالطاقة" بدلاً من "يجب أن أتوقف عن الأكل حتى لا أكتسب وزنًا".
بدلاً من التركيز على الوزن أو الطعام كأداة للتحكم، يمكن تعزيز العادات الصحية بطريقة إيجابية من خلال:
الهدف ليس الحد من الطعام أو مراقبة كل وجبة يتناولها الطفل، بل تعزيز علاقة طبيعية ومتوازنة مع الأكل، بحيث يكون جزءًا من الحياة اليومية دون قلق أو ضغوط. يمكن تحقيق ذلك من خلال:
عندما يكون التركيز على الصحة، الراحة، والقوة بدلاً من الوزن، سينمو الأطفال ليكون لديهم علاقة إيجابية مع أجسادهم وطعامهم دون الشعور بالضغط أو الخجل.
**هذا المقال لأغراض المعلومات فقط، سواء تضمن نصائح من مختصين طبيين أم لا. لا يُعد بديلاً عن الاستشارة الطبية أو التشخيص أو العلاج، ولا ينبغي الاعتماد عليه لاتخاذ قرارات صحية دون الرجوع إلى مختص.
متخصصة في الرعاية الصحية والسلوك الصحي، تتمتع بخبرة تفوق 20 عامًا في الإرشاد، البحث، وإدارة الوزن. تركز داليا في عملها الأكاديمي والميداني على تحويل الأبحاث العلمية إلى حلول واقعية تساعد الأفراد على تحسين صحتهم وتحقيق نتائج مستدامة.