عند الحديث عن تعزيز الصحة والأداء، غالبًا ما نفكر في عوامل مثل النظام الغذائي، والتمارين الرياضية، والنوم. ومع ذلك، هناك اتجاه ناشئ في عالم اللياقة والصحة يكتسب اهتمامًا متزايدًا: التعرض المتعمد للحرارة والبرودة. تُعرف هذه الممارسات مجتمعة باسم العلاج الحراري، حيث يتم تعريض الجسم لدرجات حرارة قصوى إما من خلال طرق تعتمد على الحرارة مثل الساونا، والحمامات الساخنة، واليوغا الساخنة، أو عبر تقنيات تعتمد على البرودة مثل حمامات الثلج، والاستحمام البارد، والعلاج بالتبريد. يرجع الاهتمام المتزايد بهذا المجال إلى الأدلة العلمية الناشئة التي تدعم فعاليته في تحسين الصحة البدنية والعقلية. في هذا المقال، ستكتشف العلم وراء التعرض للحرارة والبرودة وأفضل الطرق لدمج العلاج الحراري في روتين اللياقة البدنية.
عند تعريض الجسم للحرارة، يستجيب بطريقة ديناميكية. حيث تتوسع الأوعية الدموية القريبة من سطح الجلد، وهي عملية تُعرف باسم تمدد الأوعية الدموية (Vasodilation)، مما يحسن الدورة الدموية ويوفر الأكسجين والمواد المغذية للعضلات والأعضاء. كما يحفز الجسم آلية التبريد الطبيعية من خلال التعرق، الذي يساعد في تنظيم درجة الحرارة الداخلية.
إضافة إلى ذلك، يؤدي التعرض للحرارة إلى إنتاج بروتينات الصدمة الحرارية (Heat Shock Proteins)، وهي تلعب دورًا حيويًا في إصلاح الخلايا وزيادة تحمل الإجهاد، وهناك أدلة متزايدة تربطها بطول العمر. كما أن إطلاق الإندورفين أثناء جلسات الساونا يُعزز الشعور بالاسترخاء وتقليل التوتر.
في المقابل، يؤدي التعرض للبرودة إلى تضيق الأوعية الدموية (Vasoconstriction)، مما يساعد على الاحتفاظ بالحرارة وتنظيم تدفق الدم بكفاءة أكبر. كما يُنشط الدهون البنية، التي تحرق السعرات الحرارية لتوليد الحرارة، مما قد يساعد في إدارة الوزن.
أحد الجوانب المهمة الأخرى للتعرض للبرودة هو تأثيره المضاد للالتهابات، حيث تُظهر الدراسات أن تقنيات مثل الغمر في الماء البارد أو حمامات الثلج تقلل من التهاب العضلات وتسريع الاستشفاء بعد التمارين الرياضية. علاوة على ذلك، يقلل التعرض للبرودة من هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، مما يؤدي إلى تقليل مستويات القلق والتوتر. كما يُحسن وظيفة الجهاز المناعي عبر زيادة إنتاج بعض الخلايا المناعية، مما يعزز قدرة الجسم على مقاومة العدوى.
أثبتت الدراسات أن فوائد التعرض للحرارة:
أثبتت الدراسات فوائد التعرض للبرودة
يمكن أن يلعب التعرض للحرارة والبرودة دورًا مهمًا في تعزيز التمثيل الغذائي، وتحفيز حرق الدهون، ودعم فقدان الوزن. التعرض للحرارة من خلال الساونا، الحمامات الساخنة، أو اليوغا الساخنة يرفع معدل ضربات القلب ويحفز التعرق، مما قد يؤدي إلى فقدان مؤقت للوزن المائي وتحسين الدورة الدموية. الأهم من ذلك، أن الحرارة تحفز إنتاج بروتينات الصدمة الحرارية، والتي قد تساعد في تحسين حساسية الأنسولين ودعم صحة التمثيل الغذائي.
على الجانب الآخر، التعرض للبرودة عبر الاستحمام البارد، حمامات الثلج، أو العلاج بالتبريد ينشط الدهون البنية، وهي نوع من الدهون التي تحرق السعرات الحرارية لتوليد الحرارة، مما يؤدي إلى زيادة معدل حرق الدهون حتى في حالة الراحة.
عند دمج العلاج الحراري مع نظام غذائي متوازن ونشاط بدني منتظم، يمكن أن يصبح أداة فعالة لدعم فقدان الدهون وتحسين كفاءة التمثيل الغذائي.
في الأسبوع الثامن من برنامج كيلو سنتعمق أكثر في هذا الموضوع واستراتيجياته لفقدان الوزن.
*هذا المقال لأغراض المعلومات فقط، سواء تضمن نصائح من مختصين طبيين أم لا. لا يُعد بديلاً عن الاستشارة الطبية أو التشخيص أو العلاج، ولا ينبغي الاعتماد عليه لاتخاذ قرارات صحية دون الرجوع إلى مختص.
بقلم: د. داليا عبد الفتاح
داليا عبد الفتاح هي المديرة التنفيذية للعمليات في كيلو ومتخصصة في الرعاية الصحية، تتمتع بخبرة تتمتع بخبرة 20 عامًا في القطاع الصحي والإرشاد والبحث العلمي. وهي حاليًا في مرحلة الدكتوراه، حيث تركز على دراسة المخاطر الصحية وتحسين السياسات.
بخبرة واسعة في علم السلوك، إدارة الوزن، والتوجيه الصحي، تتخصص داليا في تحويل الأبحاث العلمية إلى استراتيجيات عملية قائمة على الأدلة. يتمحور عملها حول تمكين الأفراد من استعادة السيطرة على صحتهم، من خلال الجمع بين أحدث الأبحاث والتطبيقات الواقعية لخلق تغيير مستدام.
متخصصة في الرعاية الصحية والسلوك الصحي، تتمتع بخبرة تفوق 20 عامًا في الإرشاد، البحث، وإدارة الوزن. تركز داليا في عملها الأكاديمي والميداني على تحويل الأبحاث العلمية إلى حلول واقعية تساعد الأفراد على تحسين صحتهم وتحقيق نتائج مستدامة.